خونة التيّار

قرأت منشوراً لـ “بيّ وجدّ الكل” على منصة أكس جاء فيه :”يزعم بعض الذين تم فصلهم من التيار أو استقالوا منه استباقيًا، أنهم على خلاف مع قيادة التيار ولكن على علاقة جيدة معي” والزعم بحسب “لسان العرب” هو القول عن غير صحة. وبالـ “مشبرح” إن التياريين الزاعمين أنهم سمنة وعسل مع الجنرال ما هم إلّا قرطة كذابين ما بيوصلوا لزنار الجنرال. ويضيف الجنرال التسعيني في تغريدته العصماء “الحقيقة أنني أنا الذي كنت على رأس مجلس الحكماء الذي حكم بفصلهم من التيار بسبب خروجهم عن سياسة ونظام ومبادئ التيّار التي أرسيتها بنفسي، ولا يمكن لي أن أكون على علاقة جيدة مع من خان التيّار ومبادئه”.

عدا تفخيم الـ “أنا” وتعظيمها، فالجنرال خوّن، في ما كتب، على طريقة صدام حسين ورد على سيمون أبي رميا وشمل، ضمنًا، بحنانه وأبوّته السادة المقصيين والمستقيلين: زياد أسود، وابراهيم كنعان وألان عون، وشامل روكز، وماريو عون (المختص بالتمييز بين الإسلام والمسيحية) وزياد عبس ونعيم عون وعصام أبو جمرة. ذات يوم مجيد قال أحد مؤسسي التيّار “ليس جديدًا على العماد ميشال عون اتخاذ قرارات تخالف المبادئ التي تأسّس عليها التيار”.

قبل النصوص ومجالس الحكماء، من بديهيات التيّار منذ نشأته أن  كل من يتمايز عن الإمبراطور وولي العرش الأورنجي وكل معترض على سياستهما هو حتما خائن ويستحق الإعدام رميًا…بالشتائم.

وعمليات الفصل في أحزابنا الديمقراطية ليست جديدة، ففي العام 2021 مثلًا فَصَلَ فصيل من الحزب “القومي”  أمينه العام أسعد حردان بالإضافة إلى 32 أمينًا “على أن تُحال ملفاتهم إلى المحكمة الحزبية لطردهم لاحقًا”. وأرفق رئيس الحزب ربيع بنات، القرار بـ “بوست” تاريخي “رفيقاتي، رفقائي، ليس لهم مكانٌ بيننا وطبعاً اليوم ليس كما قبل”.

ولـ “حزب الكتائب” فصول مع عمليات الفصل والطرد آخرها كان مع الوزير (الراحل) سجعان قزي بقرار صدر في العام 2016 عن “المكتب السياسي” أي عن الشيخ سامي شخصيًا.

كل خارج على طاعة حزبه، في معسكر اليمين واليسار “إيبسو فاكتو” خائن.

وكل لبناني يؤيد حلّ آخر الميليشيات هو من “خدم إسرائيل” أي خائن بتوصيف حكواتي منظمة “حزب الله” المسلّحة.

بسيطة حتى ياسر عرفات صُنف خائنًا والعقيد أبو موسى، صنيعة البعث، صُنف وطنيًا.

تبقى في بالي قضية بالغة الصعوبة. في حرب”الدعم السريع” و”الجيش السوداني” المتواصلة منذ ثلاثين شهرًا سقط 150 ألف قتيل وتهجّر 12 مليون سوداني: تُرى من الخائن في هذه المقتلة: الفريق أول محمد حمدان دقلو أو الفريق أول عبد الفتاح برهان؟ أنا لست فريقًا مع فريق ضد فريق، بل طالب معرفة.

خونة التيّار .

Facebook
WhatsApp
Telegram
X
Threads
Skype
Email
Print

Popular Posts

Gallery Post Format Title
Standard Post Format Title
Nihilne te nocturnu

Vimeo Video

Categories