منذ طُرح اسم العماد جوزاف عون كمرشّحٍ رئاسيّ، اقترن الاسم بالولايات المتحدة الأميركيّة. صُوّر أنّه مرشّح أميركا. كان الأمر تهمةً عند فريق، وميزةً عند آخر.
بعد ٩ كانون الثاني الماضي، تاريخ انتخاب عون، حضرت العلاقة بين الرئيس اللبناني والإدارة الأميركيّة على ألسنة محلّلين وفي مقالات كتّاب، فقرأنا سيناريوهات خياليّة كثيرة عن قطيعةٍ أميركيّة، وعتبٍ أميركيّ بلغ حدّ الغضب. ثَبُت، لاحقاً، أنّ هذه التحليلات كلّها لا تستند لمعلوماتٍ دقيقة.
ثمّ جاء إلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن ليُفسَّر بأنّه رسالة الى عون: لا زيارة ولا مواعيد في واشنطن قبل السير بخطى أسرع نحو تطبيق حصريّة السلاح.
لكنّ الوجه الآخر لهذا الملفّ هو وجود أجنحة في الإدارة الأخيرة، أو اختلاف في الأسلوب وربما الأجندات بين دبلوماسيٍّ وآخر، حتى بات يمكن القول إنّ هناك ثلاثة مواقف مختلفة تجاه لبنان يعبّر عنها توم برّاك ومورغان اورتاغوس والسفير ميشال عيسى. وإذا تابعنا المواقف الصادرة عنهم للاحظنا فارقاً واضحاً، في أكثر من محطة.
وتشير المعلومات الى أنّ التواصل بين قيادة الجيش ومسؤولين أميركيّين لم يتوقّف، منذ الإعلان عن إلغاء الزيارة، ما يؤكّد أنّ الموقف الأميركي من الجيش لم يتبدّل، ودعمه سيستمرّ، وسيكون قائد الجيش حاضراً في واشنطن هذا الأسبوع تحضيراً لمؤتمر دعم الجيش، في وقتٍ تشير معلومات موقع mtv الى أنّ رئيس الجمهوريّة تلقّى وعداً سعوديّاً بالمشاركة الفاعلة في المؤتمر، كما تلقّى وعداً مماثلاً يتعلّق بفتح الباب قريباً أمام إعادة تصدير البضائع اللبنانيّة الى السعوديّة.
كذلك، ستكون واشنطن على موعدٍ في الفصل الأول من العام المقبل مع زيارتَين لرئيس الجمهوريّة الذي سيكون أوّل رئيس لبناني يدخل الى البيت الأبيض منذ ١٨ عاماً، حيث ستجمعه قمّة مع الرئيس دونالد ترامب.
وتؤكّد مصادر موقع mtv أنّ الزيارة باتت حتميّة، وتنتظر فقط تحديد الموعد الذي قد يكون في شهر شباط المقبل. علماً أنّ شخصيّةً مقرّبة من الرئيس التقت موفداً أميركيّاً في بلدٍ عربيّ منذ أكثر من أسبوع، وجرى بحثٌ في عددٍ من المسائل.
كذلك، بات مؤكّداً أنّ قائد الجيش سيقوم بزيارةٍ إلى واشنطن بعد تلقّيه وعداً أميركيّاً رسميّاً، وتنتظر هذه الزيارة أيضاً تحديد الموعد النهائي.
يُستنتج من ذلك كلّه أنّ الموقف الأميركي الرسمي من الرئيس عون لم يتبدّل. هو لم يكن صنيعةً أميركيّة يوماً، ويملك القدرة على قول “لا” مراراً للموفدين الأميركيّين، كما لم يصبح في موقع المنبوذ أميركيّاً.
هي السياسة تتبدّل سريعاً. ما يهمّ أنّ عون سيلتقي ترامب، وقد يكون اللقاء حاسماً لتحديد مصير البلد.
عون وهيكل إلى واشنطن… ووعدٌ سعوديّ للرئيس اللبنانيّ .