مؤتمر باريس رهن بالضوء الأخضر الأميركي والسعودي

AITFUZAGVL

يشتد السباق مع الوقت، عشية نهاية السنة وانتهاء المهلة الأميركية المعطاة للبنان لإنجاز قرار الحكومة نزع سلاح “حزب الله” في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الجيش. ويتوقع أن يكون تاريخ الخامس من كانون الثاني المقبل محطة حاسمة لتبين مدى قدرة الدولة على الإيفاء بالتزامها، والانطلاق إلى المرحلة الثانية من الخطة التي يفترض أن تقدمها قيادة الجيش في هذا التاريخ.

ويأتي هذا المناخ المتشنج تحت وطأة استمرار التهديدات الإسرائيلية بمعزل عن كل الجهود الديبلوماسية المبذولة داخلياً وخارجياً لتخفيف حدة التصعيد، ما يجعل من المؤتمر المقرر عقده في باريس في الثامن عشر من الشهر الجاري، محطة مفصلية لتحديد وجهة دعم الجيش من أجل مساعدته على القيام بمهماته.
يتسم هذا المؤتمر بطابع تمهيدي تحضيراً لمؤتمر موسع لدعم الجيش، ويحضره إلى مستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر، وموفده الخاص جان – إيف لودريان، كل من الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس قبيل وصولها إلى بيروت للمشاركة في اجتماع لجنة “الميكانيزم” في الناقورة، والموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، على أن ينضم إلى المجتمعين قائد الجيش العماد رودولف هيكل.
ولمشاركة هيكل أهمية قصوى لأنه سيقدم خلال الاجتماع جردة بما تم إنجازه حتى الآن، إضافة إلى جردة بحاجات الجيش ليستكمل عمله وانتشاره ولا سيما في جنوب الليطاني، خصوصاً أن هناك حاجات ملحة مع زيادة عديد العناصر المنتشرة في تلك المناطق. والحاجات لا تقتصر على التجهيز، بل تشمل التدريب. وستُطرح الإجراءات التنفيذية اللاحقة المدرجة في المرحلة الثانية من الخطة، وما يحتاج إليه الجيش من مساعدات ليقوم بهذه المهمات.
وتقول مصادر سياسية إن مطالعة هيكل مهمة جداً ويجب انتقاء مفرداتها بانتباه كبير، وإن كانت تقتصر على الطابع التقني، لأنه سيكون أمام مجموعة من الأسئلة التي ستطرح عليه حيال آليات التنفيذ والوقت المطلوب، في ظل مطالبة لبنان بتمديد مهلة تسليم السلاح بسبب تعذر إنجاز الأمر نهاية السنة الجارية.
وتخشى المصادر تهديد المؤتمر بالفشل، بعدما ألغيت زيارة هيكل لواشنطن بسبب مواقف مسبقة له من إسرائيل.
لا تعرب المصادر عن تفاؤل كبير، وإنما تتعامل بحذر وترقب شديدين لما يمكن أن يصدر عن المؤتمر التحضيري، وما إذا كان سيخلص إلى الاتفاق على موعد محدد للمؤتمر الموسع. وتعزو حذرها إلى عوامل لم تكتمل عناصرها بعد. فنجاح المؤتمر لن يكون رهنا بما سيقدمه قائد الجيش فحسب، بل بالموقفين الأميركي والسعودي، ذلك أنه من دون ضوء أخضر أميركي للدعم، لن تبادر المملكة العربية السعودية إلى تقديم أي مساعدات إلى الجيش، ما لم يكن هناك نتائج عملية لالتزام قيادته نزع السلاح. وعليه، يُستبعد إعلان موعد محدد ما لم تكتمل صورة الاتصالات الجارية قبل موعد الجلسة المقبلة لـ”الميكانيزم”!

مؤتمر باريس رهن بالضوء الأخضر الأميركي والسعودي .

Facebook
WhatsApp
Telegram
X
Threads
Skype
Email
Print