ذكّر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن خيار الرئيس نبيه بري في الزمن السوري كان عند كل إستحقاق سوري بإمتياز وهو يَتبع اليوم الخيار الإيراني للحفاظ على مكاسبه ليس إلّا، مضيفاً: “إنه يظهر انفتاحاً بالشكل ولكن خياره محسوم منذ البدء إنطلاقاً من مصالحه وليس عن قناعة.
هو يعتبر أن هناك مقايضة بينه وبين “الحزب” أي “إنت بحاجة لكرفاتي وأنا بحاجة لسلاحك” وبالتالي نتكامل في تقاسم المناصب والمكاسب. يطرح “الثنائي” نفسه كمدافع عن المكوّن الشيعي فيوحي له بأنه مهدّد وهو الضمانة، كما يوهمه بشعور التفوّق على باقي المكونات وفائض القوّة”.
لكنّ بو عاصي ذكّر في مقابلة على تلفزيون “الجديد” مع الإعلاميّة ريف عقيل بما فعله الرئيس برّي بحزب الله عام 1988 قائلاً: “بعدما انتهى الرئيس السوري حافظ الأسد من ضرب منظمة “التحرير” في ما عرف بـ”حرب المخيمات” بواسطة حركة أمل، شن الأسد حرب إلغاء على “حزب الله” بواسطة برّي أيضاً وهذا ما عرف بـ”حرب الاخوة”. سقط جراء هذه المواجهات نحو 2500 قتيل و7500 جريح. قد يعيد الرئيس بري الكرّة فينقضّ على “حزب الله” مجدّداً إن شعر أن الحزب ضعِف وبإمكانه وراثته. لا أستبعد ذلك البتّة”.
بو عاصي لفت الى أن هناك عدم اقتناع دولي بجدية لبنان في نزع سلاح “الحزب”، فالولايات المتحدة تقول: “ما يجري من قبل لبنان غير كاف و ذلك يحتّم ضربة إسرائيلية. في هذه الحال لا تطلبوا مني التدخل”، مضيفاً: “الاخطر هو ربط الولايات المتحدة الاستمرار في تسليح وتدريب الجيش بسحب سلاح “الحزب” شمال وجنوب الليطاني، وفي هذا الإطار تندرج إلغاء زيارة قائد الجيش للولايات المتحدة”.
تابع: “من يحدّد حجم “الحزب” السياسي هم الناخبون ولكن لا مكان لمنظومته العسكرية والأمنيّة”.
ردّا على سؤال، جزم بو عاصي بأن الجميع يريد الإزدهار للجنوب ولكن لا أحد يستطيع ان يفرض علينا إقامة مناطق إقتصادية”.
وفيما خص المفاوضات بشكل عام أوضح بأن التفاوض يتم في حالتين، إما في حال توازن القوى بين الطرفين المتقاتلين دون أفق سياسيّ، وإما في حال انعدام موازين القوى فيكون التفاوض للحدّ من الخسائر.
وعاد وسأل: “هل نحن اليوم في حالة توازن قوى مع إسرائيل عسكرياً وأمنياً واقتصاديّاً ودبلوماسياً؟ بالطبع لا وبالتالي علينا التفاوض وتحمل المسؤولية حمايةً لبلدنا ولشعبنا”.
في ما خص العلاقات مع إيران، قال: “لوزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي منا كل التقدير والاحترام كشخص وكممثّل للخط السياسي للقوات اللبنانية. فيما خص موقفه الاخير من إيران فهو نابع من تدخلها العسكري والسياسي المكشوف في لبنان. تؤكد إيران دعمها الكامل لـ”الحزب” وتتدخل في شأننا الداخلي فـ”شو خصّ إيران بالداخل اللبناني؟” يواصل الإيراني سياسة التذاكي من خلال تصريحات متناقضة. هذا الأمر غير مقبول من قبلنا بتاتاً”.
بشأن “اليونيفيل”، أكّد بو عاصي أن دورها انتهى بسبب عدم وفاء لبنان الرسمي بالتزاماته وعدم الدفاع عنها بعد اعتداءات متكررة.
أما في ما خص ملف الانتخابات النيابية، لفت بو عاصي إلى أن الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها، مضيفاً: “المشكلة في المادة 112 ونسعى إلى تعديلها ان كان من خلال اقتراح تقدمنا به في مجلس النواب او مشروع تقدم به وزرائنا في مجلس الوزراء. هذا حق لنا على أن تبت الهيئة العامة بالأمر وليس الرئيس برّي الذي يختزل اليوم مجلس النواب والنواب وناخبيهم. الانتشار اللبناني يطالبنا بأحقية قدرته على التصويت لصالح ١٢٨ نائب في الداخل. جبران باسيل مدعوماً من الحزب والحركة هو من أصرّ على خلق الدائرة ١٦ خلافاً لطلب اللبنانيين في الخارج”.
ختم بو عاصي: “الناس مذبوحة إقتصادياً ومعيشياً وإجتماعياً وكلمة “حرب” باتت تتكرر بكل بساطة وكأنّها أمر طبيعي في حين أن هذه الكلمة خطيرة جداً وتحمل في طيّاتها الموت والدمار ولا يجب أن نتقبّل بأنها خيار من ضمن خيارات أخرى. سوف نقوم كقوات لبنانية بكل شيء لتفادي وقوع حرب دون أفق يكون ضحيتها شعبنا المنهك اصلاً”.
بو عاصي: إنقضاض الرئيس بري على “الحزب” وارد كما فعل عام ١٩٨٨ .