لبنان مُدوّل… والفصل السابع بعهدة اسرائيل

IMG_5791

أجرى جيش الاحتلال أمس مناورات في جبل الشيخ ومزارع شبعا المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل وسوريا التي ترفض تقديم وثيقة تنازل عنها لتثبيت ملكيّة لبنان لها. تُرافق التدريبات تصعيداً عسكرياً وسياسياً يوميّاً غير مسبوق من جانب حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يُدير الدفّة بحرّية وكما يشاء، وبالتنسيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منتزعاً دعمٍ جنرالاته الكبار، ووزرائه المتشدّدين، وسكّان مستوطنات الشمال، متّكلاً على رؤيته في شأن “اسرائيل الكبرى” واجماع اليهود حولها. أصبح الهدف المباشر والعلني واضحاً: القضاء على سلاح حزب الله.

وبين تنفيذ هذا المشروع قبل نهاية السنة الحاليّة أو في تاريخ آخر غير  معلن اعلاميّاً، وغير مُبلّغ للبنان، لكنّه محدّد في الكواليس ومكتوب بالخطّ العريض في أجندات أصحاب القرار، يتلطّى هدفٌ أمميّ- عربي- ابراهيميّ- اسرائيلي مضمر، يُسوِّق في النهاية للتوصّل إلى اتّفاق سلام بين بيروت وتل أبيب.
آخر خطوة بهذا الاتّجاه رغم النفي الرسمي، قضت بتوسيع لجنة الميكانيزم لتضمّ مدنيّين من لبنان واسرائيل. ولتبرير الأمر، وابعاد شبح “السلام”، استُعين بسابقة المفاوضات السابقة التي ضمّت فنّيين، لترسيم الحدود  البرّية. مع اعتراض الحزب على الأمر وانكار رئيس المجلس النيابي نبيه بري بمعرفته باسم السفير سيمون كرم كممثّل لبنان في اللجنة، لم يتغيّر شيء. ما كُتب قد كُتب بحبرٍ لا يمحوه الدهر.

يقول متابعٌ سياسي لموقع MTV:”القراءة الواقعيّة للأحداث لا تعني تبنّيها. تُشبه المثل اللبناني:ناقل الكفر ليس بكافر. تقع المسؤولية  إذاً على من يتهرّب من الحقائق، ويبقى على تشدّده وتمسّكه بأوراق خاسرة باتت مكشوفة، يعرف القاسي والداني ضمور فاعليّتها للمناورة. بينما تكمن شروط لعبة البقاء على الطاولة كلاعبٍ أساسيّ أو ثانويّ، بمحافظة حزب الله على ما لديه من “عنصر القوّة” المفروض أن يُوظَّف لمصلحة لبنان الدولة، بعدما خسر “عنصر المباغتة والمبادرة”، وعدم المبالغة في رفع سقف المواقف الاعلاميّة ولا في المضيّ بالتهديد واطلاق الوعيد.”

في المقابل، يسأل مراقب حيادي عمّا إذا رصدت الرئاسة والحكومة اللبنانيّة تغيّرات جذريّة في المشهد، وفي التحرّكات والمواقف الخارجيّة إزاء لبنان، كأنّ تدويل الأزمة حاصل وجارٍ وفق مخطّط مرسوم بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتّحدة، مع “تعليق” الشقّ العسكري منه، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، ويسير التدويل بدون الحاجة إلى “استخدام القوّة.”
من أبرز معالم التدويل وآخرها حتى اللحظة، تحرّك ممثّلي مجلس الأمن الدولي، زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر ودعوته إلى السلام. سبقها بدء التفاوض السياسي، رفع عديد الجيش تباعاً إلى عشرة آلاف عنصر مع نهاية العام في جنوب الليطاني، كثافة موفدين أميركيين وفرنسيين وسعوديين وقطريين واماراتيين ومصريين وحتى سوريين، سحب سلاح  فلسطيني من بعض المخيّمات. فضلاً عن أهمّية دعوة ترامب الرئيس جوزاف عون لزيارة واشنطن. فإذا لم يكن هذا الحراك تدويلاً، ماذا يُسمّى؟
بالنسبة إلى استمرار العدوان وهو شكلٌ مظهّر من أشكال الفصل السابع، فإنّ اسرائيل لا تأبه لدعوات وقفه، بل مستمرّة ضاربة عرض الحائط بالقرارات الدولية، متحدّية 46 دولة مشاركة في قوات حفظ السلام الدوليّة في الجنوب (يونيفيل) بقصف ثكناتها ومراكزها ودوريّاتها.

أسابيع معدودة حتى نهاية 2025. أيّامها حافلة بالاستحقاقات الخفيّة والظاهرة. يأمل اللبنانيّون المقيمون أن  تمرّ بالاستقرار والأمن والهدوء، كي يتشجّع أنسباؤهم وأصدقاؤهم في الخارج وكذلك السيّاح العرب والأجانب في القدوم وقضاء فرصة الأعياد المباركة المقبلة.

لبنان مُدوّل… والفصل السابع بعهدة اسرائيل .

Facebook
WhatsApp
Telegram
X
Threads
Skype
Email
Print