أشارت بلدية زحلة- معلقة وتعنايل، في بيان، إلى أنّ “في حفل وطني- ثقافي استثنائي احتضنه القصر البلدي في زحلة، وتحت رعاية رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، أُطلق رسميًّا مشروع متحف “سعيد عقل إن حكى”، أوّل متحف من نوعه يُجسِّد ذاكرة شاعر لبنان الخالد عبر تقنيّات الذكاء الاصطناعي، بمبادرة من البلديّة ومجلس قضاء زحلة الثقّافي، وبالتعاون مع جامعة سيدة اللويزة (NDU)”.
وأكّد رئيس بلديّة زحلة- معلقة وتعنايل سليم غزالة، أنّ “زحلة تُشيِّد اليوم صرحًا يليق بعملاق الكلمة اللّبنانيّة، لا بوصفه شاعرًا فحسب، بل مدرسة وناقوسًا لصحوة الوجدان”، لافتًا إلى أنّ “سعيد عقل هو الّذي رسم للبنان في فلسفته مكانة الأبد، واعتبر أنّ زحلة قلب لبنان وذاكرته الحيّة”.
وركّز على أنّ “المتحف ليس مشروعًا تقنيًّا فحسب، بل جسرًا يمتد من الذّاكرة إلى المستقبل”، معلنًا عن “أرض خصّصتها البلديّة لتكون منارةً ثقافيّةً رقميّةً، تَستَخلص الماضي من دفاتر الشّعر، وتقدّمه لأجيال اليوم بصيغ جديدة”.
بدورها، شدّدت المديرة العامّة في مجلس النّواب ورئيسة مجلس قضاء زحلة الثّقافي كريستين زعتر، على أنّ “سعيد عقل ما زال ينهض في كلّ فجر كما تنمو شجرة صنوبر في الرّيح، ولا يزال صدى صوته يطلّ كلّ صباح من حنجرة فيروز”، معتبرةً أنّ إطلاق المتحف “هو إعلان ولادة بيت لذاكرة شاعر صاغ هويّة زحلة كما صاغ مجد لبنان”.
وأوضحت أنّ “المتحف بتقنيّاته التفاعليّة والافتراضيّة، لن يكون مجرّد صرح ثقافي، بل مركز استقطاب وإبهار للزّائرين، يُثبّت أنّ فكر سعيد عقل لا يشيخ”، مبيّنةً أنّ “المشروع يشمل تجارب واقع افتراضي، ألعاب تفاعليّة، شاشات ثلاثيّة الأبعاد، ومكتبة إلكترونية تُعيد تشكيل تاريخ زحلة ولبنان برؤية معاصرة”. وأكّدت “دعم رئيس الجمهوريّة لهذا الحدث، الّذي يؤمن بأنّ الثّقافة فعل سيادة وبناء وبقاء”.
من جهته، أشار رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري، إلى أنّ “الجامعة تقف اليوم أمام مناسبة تُعيد إلينا بعضًا من لبنان الّذي أحبّه سعيد عقل: لبنان الضّوء والرّقي والإبداع”، لافتًا إلى أنّ “الجامعة الّتي تحتفظ بإرث الشاعر ومخطوطاته ومحفوظاته، تؤدّي دور الحافظة الأمينة لتراثه، والمساحة الّتي تُنير للأجيال عبقريّته وإيمانه بالإنسان والوطن”.
وركّز الخوري على أنّ “دمج الذّكاء الاصطناعي في تصميم هذا المتحف ليس تفصيلًا تقنيًّا، بل خيارًا فكريًّا يعيد تحديد علاقة الزّائر بالذّاكرة، ناقلًا إرث سعيد عقل من عالم الورق والزجاج إلى فضاء يتكلم ويتنفس”.
أمّا وزير الثّقافة غسان سلامة فألقى كلمةً باسم رئيس الجمهوريّة ورئيسَي مجلس النّواب والوزراء، أكّد خلالها أنّ “الشِّعر خيط يجمعنا بالتراث وبالتاريخ وبأصول هويّتنا”، مبيّنًا أنّ “لزحلة، تلك المدينة الثّابتة العفويّة والمعطاءة، أفضالٌ كثيرة على لبنان، لكن أعظمها هو أنّها منبتٌ للشّعر والشّعراء، ما أكثرهم وما أبدعهم وما ـعظمهم تأثيرًا في النّفوس والقلوب”
سعيد عقل إن حكى… اول متحف بتقنية الذكاء الاصطناعي؟ .