افاد مصدر مطلع ومواكب للتطورات السياسية والديبلوماسية، ان إسرائيل تبدو مستعجلة لتحقيق أهدافها على الجبهة الشمالية بعد عام كامل من الانتظار. واللافت اليوم أنّ الحديث لم يعد يقتصر على الجانب الأمني فحسب، بل بات يتوسع ليشمل البعد الاقتصادي في العلاقة بين لبنان وإسرائيل.
وفي هذا الإطار، برز كلام وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيليالذي أعلن أن إسرائيل ستدرس إقامة علاقات اقتصادية مع لبنان بشكل إيجابي، لكن الأولوية تبقى التأكد من إزالة التهديد الأمني. ويُعدّ هذا التصريح، بحسب المصدر، إشارة إضافية إلى أن تل أبيب تحاول ربط المسارين الأمني والاقتصادي بما يخدم رؤيتها للمرحلة المقبلة.
ويقول المصدر” إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهولم يقل إنه سيغيّر وجه الشرق الأوسط عبثاً، بل جاء كلامه ضمن سياق واضح يهدف إلى إعادة رسم قواعد اللعبة في المنطقة”.
واعتبر المصدر” ان ما جرى اخيراً في الناقورة وبعد تعيين الديبلوماسي المدني السفير اللبناني السابق سيمون كرم وئيسا للوفد اللبناني إلى اجتماعات “الميكانيزم” يعكس هذا الاتجاه: مفاوضات مباشرة للمرة الأولى، ومحاولة إسرائيلية لتطوير الاتفاق الأمني ليصبح اتفاقاً أوسع يشمل الملف الاقتصادي”.
لكن المصدر يعتبر “ان السؤال الجوهري هو: هل سيقتصر البعد الاقتصادي على القرى والبلدات الحدودية حصراً، أم ان إسرائيل ستطرح مشاريع تطال كامل لبنان؟
وفي المقابل، ما هو موقف حزب الله الذي يراقب اجتماعات الناقورة عن كثب لا سيما وأن الحزب بات يُنتقد محلياً وإقليمياً باعتبار أن سلاحه أصبح يحمي طائفة أكثر مما يحمي أرضاً أو كياناً. كيف سيتعامل الحزب مع أي مسار قد يربط الأمن بالاقتصاد ويفتح الباب أمام ترتيبات جديدة في الجنوب؟”
ويشدد المصدر” على ان الضغط الأميركي بات كبيراً، والأيام المقبلة قد تشهد تصعيداً إسرائيلياً بالتزامن مع المفاوضات الجارية”.
ويرى ” ان الهدف واضح: تثبيت المعادلة الأميركية–الإسرائيلية التي تقوم على إبراز إسرائيل كدولة قوية في مقابل محيط ضعيف، بما يدفع الأطراف اللبنانية إلى التجاوب مع الطروحات الموجودة، وإلا فستفرض واشنطن وتل أبيب وقائع جديدة على الأرض تعيد ترتيب ميزان القوى وتوجّه مسار التفاوض نحو ما تريده إسرائيل”.
إسرائيل تستعجل الحسم مع لبنان… والاقتصاد على خطّ التفاوض .