انسحابات أممية وانقلابات عسكرية… هل تستطيع أفريقيا حماية نفسها؟

IMG_5730

كتبت “آرم نيوز”: تتصاعد الأسئلة في إفريقيا مع توالي انسحاب القوات الأممية والدولية، حول ما إذا كانت التكتلات الإقليمية ـ خصوصًا الاتحاد الإفريقي ـ قادرة فعليًا على سدّ الفراغ الأمني الناتج عن هذا الانكفاء، في وقت تُكثّف الجماعات المسلحة ضغطها على الحكومات المركزيّة في دول مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

ويبرز هذا الضعف من خلال تقدّم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة باتجاه العاصمة المالية باماكو، وتطويقها للمدينة لأكثر من شهرين، ما كشف بوضوح هشاشة المنظومة الأمنية في الدول التي كانت تعتمد سابقًا على قوات دولية وأممية لحفظ السلام.

ومع طرد مالي والنيجر وبوركينا فاسو وغيرها من دول غرب إفريقيا لتلك القوات، واستبدالها بتعاون عسكري مع روسيا، تعهّد القادة الجدد ـ خصوصًا في باماكو ونيامي وواغادوغو ـ بإعادة فرض الأمن والاستقرار بعد سنوات طويلة من الاضطرابات والتوتر.

قدرة محدودة

بين عامَي 2023 و2024، أنهت الأمم المتحدة عمل اثنتين من أقدم بعثاتها في إفريقيا. ففي مالي، سحبت قوات “مينوسما” بطلب من المجلس العسكري الذي رأى في وجودها عاملًا يُفاقم عدم الاستقرار. أما في الكونغو الديمقراطية، فقد بدأت بعثة “مونوسكو” بالانسحاب تحت وطأة اتهامات بفشلها في حماية المدنيين أمام تصاعد هجمات الجماعات المسلّحة.

وقال الخبير العسكري المتخصّص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، إنّ “قدرة الاتحاد الإفريقي على ملء الفراغات الأمنيّة في القارة الناجمة عن انسحابات أممية ودولية غير مؤكدة، فالتباين في المواقف السياسية وغياب التمويلات اللازمة يضعف موقف الاتحاد”.

وتابع ديالو في تصريحٍ لـ “إرم نيوز” أنّ “الاتحاد الأفريقي أنشأ في وقت سابق قوة إقليميّة خاصّة لكنّها لم تُفعّل؛ بسبب غياب التمويل الكافي، وهو أمر يعكس عقبات مالية واقتصادية لإدارة عمليات عسكرية للاتحاد في دول محددة”.

وشدد على أنّ “الاتحاد يواجه أيضًا انقسامًا واضحًا على مستوى المواقف السياسية والتحالفات، وهو ما يضعف فرصه في ملء الفراغات العسكرية والأمنية التي تركتها القوى الدولية مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية”.

غياب الإرادة السياسية

وتأتي هذه التطورات في وقتٍ تواجه تكتلات مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا انحسارًا في نفوذها بعد أن غادرتها دول عدة إثر موجة الانقلابات العسكرية.

وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد إدريس، إن “الأهمّ من افتقار الاتحاد الإفريقي للتمويل الكافي لأي عملية عسكرية الآن، هو غياب الإرادة السياسية لدى أغلب أعضائه من أجل قيادة تدخلات في دول محددة”.

وأوضح إدريس في تصريح لـ “إرم نيوز” أن “الدول الأعضاء تدرك أن أي تدخل في دول مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو والكونغو الديمقراطية لن يكون محبذًا خاصة في ظل الخطاب السيادي الذي تروج له سلطات هذه الدول”.

وأكد أنه من المستبعد “أن يكون هناك تحرك من الاتحاد باتجاه حل أزمات الدول الأفريقية الأمنية في المرحلة الراهنة”.

انسحابات أممية وانقلابات عسكرية… هل تستطيع أفريقيا حماية نفسها؟ .

Facebook
WhatsApp
Telegram
X
Threads
Skype
Email
Print