البابا ورسائل السلام المشفرة: لبنان يدرس دخول مدني للميكانزم

image-1764704359.jpg

ما إن غادر البابا لاوون الرابع عشر أرض المطار في بيروت، حتى غزت الطائرات المسيرة الإسرائيلية سماء العاصمة وضاحيتها إضافة الى استئناف التحليق في أجواء الجنوب. عملياً أصر الإسرائيلون على القول إن فترة الاستراحة التي كسبها اللبنانيون بهذه الزيارة قد انتهت. واستأنفت إسرائيل نشاطها الأمني والعسكري، على وقع استمرار التهديدات بشن عملية عسكرية واسعة ضد حزب الله. غادر البابا لبنان بعد تمريره رسائل كثيرة كلها تمحورت حول السلام، لكن اللافت كان في كلمته الوداعية حين تحدث عن أهمية السلام في الشرق الأوسط، وخصوصاً بين الذين يعتبرون أنفسهم أعداء في هذه المرحلة، داعياً إلى التخلي عن السلاح والقتال المسلح لأنه يجلب الخراب، فيما الحوار والتفاوض هما الحلّ الأنسب. رسائل سياسية واضحة في لحظة دقيقة، لا بد من ربطها بسياق أحداث المنطقة والاندفاع الأميركي نحو تكريس السلام في المنطقة.

 

رسائل السلاح بين البابا والمجلس الشيعي

اللافت أيضاً في كلام البابا، كان الحديث عن الوساطة. وبدا ذلك كأنه يمهد لاستعداد الفاتيكان للعب دور تفاوضي يتعلق بلبنان ومعالجة أزماته، لا سيما أن البابا لاوون يحمل الجنسية الأميركية في الأساس، والتوجه الأميركي يسعى إلى تكريس مبدأ السلام الذي أسهب البابا في الحديث عنه. لم يكن تأكيد البابا اطلاعه على رسالة حزب الله، وكشفه عن اتصالات يقوم بها مع قادة العالم وربما من بينهم ترامب ونتنياهو حول الوصول إلى سلام في لبنان بالأمر البسيط، لا سيما مع دعوته حزب الله إلى إلقاء السلاح. ولا ينفصل كلام البابا عن مضمون كلمة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب الذي تحدث خلال لقاء حوار الأديان عن أن الطائفة الشيعية لا تهوى حمل السلاح ولا القتال والحروب؛ بل تريد الاستقرار والعيش بأمان ووقف الاعتداءات. وهو موقف متطور يخرج عن مرجعية شيعية كانت قبل أيام عملت على عقد ندوة حول ضرورة تطبيق اتفاق الطائف الذي ينص أيضاً على حصر السلاح بيد الدولة. 

أورتاغوس في إسرائيل

بالتزامن مع مغادرة البابا لبنان كانت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس تحط في إسرائيل وتلتقي برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، لتعود وتلتقي بوزير الخارجية جدعون ساعر، وقد شددت المواقف الإسرائيلية على ضرورة نزع سلاح حزب الله. كما عرض الإسرائيليون على أورتاغوس تقارير وخرائط حول عمل الحزب في سبيل إعادة بناء قدراته العسكرية، وأبلغوها أن تل أبيب مصممة على تنفيذ عملية عسكرية ضد الحزب إلا إذا وافق على التخلي عن السلاح، والتزمت الحكومة اللبنانية وضع جدول زمني واضح لإنهاء حالة السلاح والدخول في مفاوضات مع إسرائيل. 

مطالب ثقيلة في الميكانيزم

وعليه، ينتظر لبنان زيارة أروتاغوس، وما ستحمله معها من رسائل، على أن تشارك في اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، الذي سيتخلله البحث في التقرير الثالث للجيش والاطلاع على ما أنجزه خلال الشهر الفائت، فيما تشير بعض المعطيات إلى أن لبنان يبحث جدياً في إمكان إدخال شخصية مدينة للمشاركة في اجتماعات الميكانيزم، والعمل على وضع آلية لتسريع عملية سحب السلاح، خصوصاً أن أورتاغوس ستطلب من المسؤولين اللبنانيين ضرورة سحب السلاح بالكامل من منطقة جنوب الليطاني، بما فيها المنازل والمناطق السكنية، وهو ما سيدرس لبنان كيفية تطبيقه.

البابا ورسائل السلام المشفرة: لبنان يدرس دخول مدني للميكانزم .

Facebook
WhatsApp
Telegram
X
Threads
Skype
Email
Print