كشفت مصادر متابعة ل «الجريدة» عن تحرك للمرجع الشيعي الأعلى في العراق، السيد علي السيستاني، بشأن الوضع في لبنان.
وبحسب المصادر، بعث السيستاني أخيراً رسالة إلى إيران، ركّز فيها على الوضع الحساس للطائفة الشيعية في البلاد، مشيراً إلى أن الظروف الراهنة باتت «حرجة جداً» وتستدعي حماية عاجلة.
وشدد على أنه لا ينبغي ترك المجتمع الشيعي اللبناني عرضة لأي حرب جديدة، لما قد يترتب على ذلك من تفاقم موجات التهجير وزيادة هشاشة أمن قراه وبلداته.
وتزامنت رسالة السيستاني مع زيارة علي حسن خليل، المعاون السياسي لزعيم حركة «أمل» نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، إلى إيران، حيث شارك في أحد المؤتمرات وأجرى على هامشها مباحثات مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، ووزير الخارجية عباس عراقجي.
وبحسب المعلومات، فإن ما أكده معاون بري أمام المسؤولين الإيرانيين يتقاطع إلى حد كبير مع رسالة السيستاني، إذ شدد بوضوح على ضرورة تبني مقاربة سياسية تهدف إلى إخراج شيعة لبنان من النفق المسدود، خصوصاً في ظل الضغوط المتزايدة والدمار والدماء التي يعاني منها المجتمع الشيعي، لا سيما العائلات التي لم تتمكن بعدُ من العودة إلى منازلها.
وأكد خليل أهمية العمل لتفادي اندلاع حرب جديدة ورسم تصور واضح للمرحلة المقبلة.
ووفق المعلومات، قوبلت مساعي خليل لبحث مسار التفاوض المفروض على لبنان مع إسرائيل بردّ ملتبس من الجانب الإيراني. فمن جهة، أكد المسؤولون في طهران أن القرار سيادي لبناني، وأن على اللبنانيين أنفسهم تحديد خياراتهم. ومن جهة أخرى، كانوا صارمين في الإشارة إلى أن التفاوض الجدي لم يبدأ بعد، وأن الاستعجال غير مطلوب، إذ لا يزال ممكناً الصمود وانتظار اتضاح المشهد الإقليمي.
ولفتوا بوضوح إلى ضرورة عدم تقديم أي تنازلات إضافية للإسرائيليين، لأن تل أبيب تستغل كل إشارة إيجابية من الجانب اللبناني لرفع سقف مطالبها وشروطها.
السيستاني يتحرك لعقلنة الإيرانيين بشأن الوضع في لبنان .